الخميس، 21 أبريل 2011

لبنان:حرارة الأرض ستستمر بالارتفاع


نظمت،  دائرة العلوم البيئية في كلية العلوم ومعهد الدراسات البيئية في جامعة "البلمند" اللبنانية ندوة حول الموارد المائية، في ظل التغير المناخي بعنوان "الموارد المائية كتحد معاصر"، وذلك احتفالا بزيارة العالم الفرنسي البروفسور جان جوزيل إلى الجامعة.
شارك في الندوة مدير عام وزارة الطاقة والمياه ورئيس التجمع المتوسطي لمنظمات الأحواض، الدكتور فادي قمير، والأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية ورئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية، نجيب صعب، ومدير معهد الدراسات البيئية وأستاذ العلوم البيئية في جامعة البلمند، الدكتورة منال نادر.

وتحدث البروفسور جوزيل عن أنه من خلال الدراسات فإن التغير المناخي بات اليوم أمرًا واقعًا، وأن حرارة الأرض ترتفع. مشددا على أن هذه الظاهرة سوف تستمر لعشرات السنين، ولذلك فإن الأهم حاليا هو توعية المجتمعات على هذه الحقيقة والعمل على الحد من انبعاث الغازات الدفيئة، حتى يتمكن العالم من تثبيت الارتفاع إلى أقل من درجتين مئويتين خلال هذا القرن.

وركز على ضرورة الحد من إنتاج ثاني أوكسيد الكربون خلال الأعوام العشرة المقبلة، والتي تعتبر العقد الفاصل للتمكن من عمل أي شيء، للحيلولة دون وقوع الكارثة مع ارتفاع الحرارة أكثر من 3 درجات مئوية.

وتطرق إلى وضع المياه في العالم في ظل هذا التغير في مناخ الأرض. محذرا من أن هذه الثروة مهددة بشكل كبير مع ذوبان الجليد الأزلي القطبي وارتفاع مستوى مياه البحار.
ودعا جوزيل إلى البحث بجدية عن مصادر بديلة للطاقة، خاصة في لبنان الذي يمكنه الاتكال على الطاقة الشمسية والهواء والمياه لتوليد الطاقة، وكذلك الحال بالنسبة للدول العربية.

وجرت مناقشة عامة، تطرق فيها المشاركون إلى المواضيع التي طرحت، ودعوا الحكومات إلى إيلاء موضوع التغير المناخي الأهمية القصوى، لما لهذا الأمر من تأثير على مستقبل الإنسانية.

وشددوا على أن لكل دولة دورها في محاربة الارتفاع الحراري مهما كانت صغيرة، لأن نتائج هذا الارتفاع لن يفرق بين دولة وأخرى. وطالب المجتمعون الدول الصناعية الكبرى مساعدة الدول الصغيرة في سعيها للعب
دور فعال على جميع المستويات للحيلولة دون وقوع ما يتوقعه العلماء إذا استمر ارتفاع حرارة الأرض في الأعوام القادمة.

ومن جانبه، تحدث مدير عام وزارة الطاقة والمياه ورئيس التجمع المتوسطي لمنظمات الأحواض الدكتور فادي قمير عن وضع المياه في لبنان. محذرا من الوضع الخطير الذي وصلت إليه موارد البلاد المائية جراء سوء الاستعمال وغياب التطوير في البني التحتية من ناحية توزيع المياه أو إعادة تكرير واستعمال المياه المبتذلة، وذلك برغم الغنى النسبي بالمياه الذي يعرف به لبنان.

وشدد قمير على وجوب التسريع بإقرار القوانين وتنفيذ المشاريع التي تمت دراستها، خاصة أن بوادر تغير المناخ في العالم بدأت تترجم في لبنان بشتاء قصير وأمطار غزيرة وسريعة وتراجع تساقط الثلوج، حتى إن الثلج الأزلي الذي يشتهر به لبنان على مدار السنة أصبح يختفي في نهاية الصيف.

وتناول الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية ورئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية، نجيب صعب، في مداخلة له، حالة المياه في العالم العربي، عارضا تفاصيل التقرير الذي أعده المنتدى العربي للبيئة والتنمية، والذي يتوقع مستقبلا سيئا لأغلب البلاد العربية من حيث قدرتها على الاكتفاء بالمياه.

وحذر من أن الوضع الصعب في البلاد العربية المعروفة بمناخها الصحراوي سوف يزداد صعوبة مع التغير المناخي. وأكد ضرورة الوعي لخطورة الوضع وتغيير الكثير من العادات التي تؤدي إلى خسارة موارد مائية هامة. مشيرا إلى أن الزراعة تستحوذ على 85% من الموارد المائية المستعملة في العالم العربي، وهي زراعة في أغلبها غير مدروسة تحتاج إلى ترشيد كبير.

ودعا إلى وضع تسعيرة على استعمال الموارد المائية من ضمن الخطوات الفعالة الضرورية لترشيد استعمال المياه، كما دعا الدول العربية إلى التشدد في وضع القوانين وتطبيقها في مجال تكرير المياه المبتذلة وإعادة استعمالها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : الشروق المصرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق