السبت، 16 أبريل 2011

بعد الزلزال الياباني: "المطلوب ثورة شمسية في العالم العربي"


بالرغم من أن العالم العربي مشغول بثوراته ولم يول اهتماما كبيرا للحدث الياباني، فإن بعض العلماء دقوا ناقوس الخطر مطالبين الحكومات العربية بأخذ العبر والكف عن الاستثمار في الطاقة النووية.

حيث رفعت اليابان تصنيف الحادثة النووية في محطة فوكوشيما إلى المستوى الخامس على المقياس الدولي للحوادث النووية والمؤلف من سبعة مستويات، واصفة إياه بالحادث ذي النتائج الواسعة. وكانت الحكومة اليابانية قد أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت سابق، أن ما تعرضت له محطة فوكوشيما وصل إلى المستوى الرابع ما يعني تصنيفه في إطار "حادث ذي آثار محلية". وحسب الرسالة الجديدة للحكومة اليابانية، التي رفعت فيها تصنيف حادث فوكوشيما، فإن تداعيات هذه الكارثة تتجاوز اليابان وأن آثارها ستكون أخطر مما كانت طوكيو تتوقعه.
وطرح زلزال اليابان، وما تعرضت له محطة فوكوشيما النووية من موجات تسونامي، علامات استفهام قوية حول جدوى الاستمرار في الاعتماد على الطاقة النووية وخصوصا في مجال الكهرباء. فقد تراجعت الحكومة الألمانية عن قرار اتخذته في وقت سابق هذا العام، أي قبل الكارثة اليابانية، بتمديد العمل في المفاعلات النووية، وقررت تجميد تطبيق القرار المذكور لمدة ثلاثة أشهر للتفكير بهدوء في تداعيات حادث فوكوشيما ولوضع برنامج جديد لآليات الأمان في مفاعلاتها.

"الطاقة النووية حتمية ولا يمكن التخلي عنها"


لكن من كان يتوقع أن تطيح
"الطبيعة" بكل إجراءات الأمان اليابانية؟ لا أحد! يجيب كمال الدين الأدهم، الرئيس السابق لمركز الأمان المصري. ويضيف الأدهم، في حوار مع دويتشه فيله، أن ما حدث في محطة فوكوشيما باليابان تجاوز كل احتمالات إجراءات الأمان. فقد أدى الزلزال، وما تبعته من موجات المد البحري تسونامي، إلى توقف المفاعل وتوقف أجهزة التبريد الثانوية أيضا. وهذا أمر غير مسبوق، أو لنقل إن نسبة حدوثه كانت واحد في المليون أو واحد في العشرة ملايين.
وبالرغم من عدم صمود إجراءات الأمان في دولة متطورة تقنيا كاليابان أمام غضب الطبيعة والقرار الذي اتخذته الحكومة الألمانية، فإن الأدهم يصر على القول "إن الطاقة النووية حتمية ولا يمكن إدارة الظهر لها حتى بعد الكارثة اليابانية، إن جاز لنا القول". والدرس الأهم الذي يمكن استخلاصه مما جرى، حسب الأدهم، هو تطوير أو تغيير فلسفة الأمان النووي في الفترة المقبلة. وينادي الباحث المصري بتأسيس هيئة أمان نووي دولية، بجانب الهيئات المحلية، تراجع تصميمات المفاعلات النووية والأماكن التي ستبنى فيها بدقة، مضيفا بأنه يمكن تأسيس هيئة أمان عربية مشتركة أيضا تضع معايير صحيحة للأمان النووي، حتى نضمن أن "المراجعة تتم من قبل أكثر من جهة".

"نهاية أسطورة الطاقة النووية"

أما علاء الحمارنة، الأستاذ المساعد في مركز أبحاث العالم العربي بقسم الجغرافيا في جامعة ماينتس الألمانية فيرى بأن كارثة محطة فوكوشيما أثبتت أنه
"لا يوجد أمان مطلق للطاقة النووية مهما كانت الإجراءات ومهما شكلنا من لجان محلية وعالمية". ويضيف الحمارنة، في حوار مع دويتشه فيله، أن مشكلة هذه الطاقة أن الإنسان غير قادر على السيطرة عليها والتحكم بها في حال وجود خلل ما، سواء كان تقنيا، كما هو الحال في مفاعل تشرنوبيل عام 1986 أو لأسباب طبيعية، هزة أرضية أو تسونامي، محطة فوكوشيما اليابانية مثلا.
وإذا كان الحمارنة يؤكد استحالة وجود أمان نووي كامل فإن فؤاد حمدان، الرئيس السابق لفرع منظمة غرين بيس في لبنان، يمضي إلى أبعد من ذلك، إلى إعلان "سقوط ونهاية أسطورة الطاقة النووية". ويضيف حمدان، في حوار مع دويتشه فيله، أن أصحاب شركات إنتاج الطاقة والساسة في الغرب كانوا يشيعون بعد كارثة تشرنوبل أن المفاعلات الغربية، أي تلك التي تصنعها أوروبا واليابان والولايات المتحدة، تختلف عن الروسية وهي آمنة تماما، واليوم جاءت حادثة مفاعل فوكوشيما لتثبت بطلان هذه النظرية.

"على العرب الاستثمار في الطاقة البديلة"

يطالب بعض الباحثين والنشطاء إلى

وبدوره يرفض فؤاد حمدان ما يشاع من غياب بدائل للطاقة النووية في الوقت الحالي أو أن الطاقة البديلة مكلفة جدا معتبرا أنها دعاية تقوم بها شركات إنتاج الطاقة القوية في الغرب. فالبدائل موجودة وخصوصا "في العالم العربي حيث الشمس والصحراء". وبالفعل "قامت عدة دول عربية كالمغرب والأردن بإنشاء مصانع للطاقة الشمسية في الصحراء". ويحذر حمدان الدول العربية قائلا "إن أمامها بضعة عقود قبل أن تنفذ الاحتياطات النفطية، والمطلوب الآن: ثورة شمسية، أي الاستثمار في الطاقة البديلة والتقنيات الصديقة للبيئة لأن الواقع أثبت أنه لا أمان مع الطاقة النووية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : مواقع اخبار دويتشه فيله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق